كلمة التحرير – العدد الحادي والعشرون ربيع 2018

أيها القرّاء الاعزّاء، عاش صادق جلال العظم معظم حياته في وطنه، أما تأثيره فكان في العالم العربي بأكمله … قضى سنواته الأخيرة في المنفى الى أن وافته المنية في ببرلين. يعتبر صادق جلال العظم أحد رواد الحداثة العربية وعلماً بارزاً في ممارسة الفكر النقدي في العالم العربي. لاقى العظم شهرة واسعة بين عامي 1968 و […]

Continue Reading

كلمة تأبين صادق جلال العظم

في هذه المناسبة، يجب أن أعترف هنا أنه على الرغم من دراستي للفلسفة وإيمانويل كانط في جامعة هومبولت في برلين، قرأت رسالة دكتوراه صادق عن نظرية كانط، عن مفهومه للزمن وكان أحد الكتب الممنوعة يُشترى في السوق السوداء في دمشق – ولم أفهمه مهما حاولت ذلك. وبالطبع زاد ذلك من احترامي للمؤلف. وعلى الرغم من أنني أصبتُ قليلا بخيبة أمل إزاء نفسي فإنه لجدير بالملاحظة أن ذلك لم.يكن ذات أهمية، لا بالنسبة له، لا بالنسبة لي، لأن معظم التبادل الفكري معه جرى شفويا، في المحادثات التي استمرت ساعات وطوال الليل، يتخللها الفكاهات الذكية والضحك والدفء الإنساني.

Continue Reading

صادق جلال العظم في الذاكرة

أتذكر ونحن في فترة الشباب في الستينات والسبعينات كنا نتطلّع إلى التقدم الفكري في العالم العربي نقرأ كتب تنويرية مثل : الايام و “مستقبل الثقافة في مصر” لطه حسين و”الإسلام واصول الحكم” لعلي عبد الرازق و”تحرير المراة” لقاسم امين يملئنا الأمل في انفتاح عصر جديد للحرية والتقدم والتصالح مع الفكر العالمي الحاضر في فترة خرج منها العالم الثالث من تأثير الاستعمار المباشر.

مرت عواصف سياسية شديدة على المنطقة العربية مثل احتلال إسرائيل لثلاثة أرباع فلسطين 1948 وفي حرب خاطفة 1967 سقطت فيها باقي فلسطين والجولان السوري وسيناء المصرية. أحداث كانت وقتها صادمة بكل المعاني وعسيرة الهضم جداً على السياسيين والعامة على حد سواء جعلت المجتمعات العربية ومفكريهم يبحثون عن أسباب السقوط الصاعق. ساهمت كل الايديولوجيات في جهد التحليل وكان أقواها تأثيراً اتجاه الإسلام السياسي. ومما زاد من تأثيره واستفحاله دعمه مالياً من دول النفط في الخليج والفكر الوهابي الأصولي ولا يقل عن هذه الاسباب تاثيراً: تحوّل الانظمة “الوطنية” الى دكتاتوريات صارمة مستهترة بالموطن/الإنسان وحقوقه ودون تحقيق العدالة الاجتماعية. لم يكن من السهل أبداً الوقوف أمام مد الفكر الديني خصوصاً لميل الناس الفطري نحو الإيمان والغيبيات باسم المقدس.

Continue Reading

صادق جلال العظم والثورية السورية

هيهات أن يتسع هذا الزمان المحدود للمرور بكل هذا التاريخ لهذا الفرد المنخرط في هموم الجماعة. اختار العظم أن لا ينضوي تحت الإجماع، وغالباً ما كان يجد نفسه في صراع مع هذا الاتجاه السياسي أو الفكري أو ذاك. كان في قلب الصراعات الفكرية في سوريا وفي لبنان وفي الحركة الوطنية الفلسطينية، وكانت له وجهة نظر بعيدة عن “الأورثوذكسية” كما كنا نقول ذات يوم، فهو لم يجد نفسه يواجه الأورثوذكسية الدينية فقط إن شئتم، بل واجه الأورثوذكسية الماركسية أيضاً، وكانت بعض كتبه لا تجد اعترافاً مثلاً بأنها منسجمة مع أصول “المنهج الديالكتيكي” كما تقرر في الأحزاب الشيوعية القديمة والمنظمات اليسارية الجديدة، ولا أزال أذكر موقفاً يسارياً وصف كتاب “نقد الفكر الديني” أنه على وجه التحقيق كتاب لبرالي لا ماركسي! ذلك أن الأورثوذكسية الماركسية يومها كانت تتطلب من “ذي التفكير القويم” الاهتمام بالبنية التحتية أولاً على حين أن العظم كرّس كل الوقت لمحاولة البحث في كيفية تغيير البنية الفوقية (أي مكوّنات ثقافة المجتمع) منعزلة عن “أساسها” الذي هو البنية التحتية!

Continue Reading

نصوص صادق جلال العظم – مقارنة من بيروت إلى برلين

تعرفت على صادق جلال العظم لأول مرة في مخيم برج البراجنة الملاصق لمدينة بيروت، كنت وقتها في سن الرابعة أو الخامسة عشرة من العمر، لم تكن معرفتي به شخصية ولكنها كانت عن طريق اختياري لكتابه “النقد الذاتي بعد الهزيمة” من مكتبة اتحاد المرأة الفلسطينية، تلك المكتبة الناشئة والتي احتوت على عشرات الكتب المحفزة على القراءة ومنها كانت البداية. اخذت الكتاب وانا امني نفسي بأني سأشق طريقي بفهم العالم الذي حولي من خلال القراءة الجادة. قرأت الكتاب وانا آنذاك بلا أي رصيد معرفي، أعدت قراءة صفحاته عدة مرات لكن عقلي الفتي وجعبتي الفارغة لم تمكناني من فهم المرامي التي يتقصدها هذا الكتاب الذي حل وقتها لعنة علي. يحضرني هنا المقطع الفيروزي الذي يقول ” كنا صغار وعمرنا بعدو طري” لأقول كنت صغيرة ووعيي بعدو طري. باختصار شكل هذا الكتاب باكورة لي في القراءة الجادة وشحنة صادمة استفزتني وجعلتني اشعر بالتحدي. مع مرور الزمن عاودت المحاولة وقرأت ما وصل الى يدي مما صدر للعظم من كتب، طبعاً اختلف الأمر، وادعي بأني تمكنت بعد عدة سنوات من فهم ما يرمي اليه في كتبه.

Continue Reading

أعمال صادق جلال العظم وأهميتها في أوروبا

اسمحوا لي، أن أبدأ كلمتي ببعض الملاحظات حول الظروف التي أحاطت بلقائي الأول مع صادق العظم. كان ذلك في خريف 1969. وكنت قد جئت في شهر أيلول/سبتمبر إلى بيروت، لتولي وظيفة مساعد باحث في المعهد الألماني للأبحاث الشرقية. تأسس هذا المعهد عام 1961 ولا يزال موجودا حتى اليوم. وتتمثل مهمته بتقديم امكانية استضافة العلماء الالمان – من الجنسين – من مختلف مجالات الدراسات الشرقية لفترة من الزمن لتعزيز مؤهلاتهم المهنية الذاتية ، عبر وجود المستشرقين في بيئة محفزة وعلى اتصال مع زميلاتهم و زملائهم العرب.

Continue Reading

مقتطفات من رحلة والدي

بعض منكم متواجد الیوم لتكریم صادق المفكر والمثقف والفیلسوف وصادق الأستاذ والبعض الآخر أتى لإحیاء ذكرى صدیق عزیز. أما انا فمعكم الیوم لتكریم صادق الأب.
لقد عاش صادق حیاته مثلما راقت له، حیث وصف بنفسه رحلة حیاته بأنها “غزیرة وغنیّة. رحلة حیاة استمتعت بها بشكل كبیر ولا أشعر بالندم تجاه أي شيء فعلته”. أي انه عاش الحیاة بحلوها ومرها وطولها وعرضها بطریقته. مثل أغنیة (My way) لفرانك سناترا

Continue Reading

صادق الغالي

صادق الغالي:
قل لي أيها الحبيب كيف يمكن أن يتثنى لكياني أن يفكك خيوط حضورك الغائب الذي يتبعثر الآن في ظلال حياتي؟

قل لي كيف طاوعك قلبك الكبير أن ترحل دون أن تعلمني كيف أغض الطرف عن مرارة هذا النوع من الوداع واستثنائية هيبته الغنية الخجولة؟

قل لي يا صادق: كيف أستطيع أن أهدهد في حناياي صدى كلماتك الهامسة بشجون مدك الانساني الرقيق, الذي ابتسم للموت مرحبا ومسامحا ومتصالحا مع الذات وكأنه يقول:
أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم

Continue Reading
Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial