ديوان ابن رشد للفلسفة : الحداثة

English

نشأت الحداثة، بوصفها حركةً فلسفيةً، كنتيجةٍ مباشرةٍ للثورة العلمية، في القرنين السادس والسابع عشر الميلاديين؛ لكنها سرعان ما امتدت لتشمل مختلف جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، حيث نجحت المجتمعات الأوروبية في تطوير نموذجًا مجتمعيًّا متكاملًا يشمل الأخلاق والقانون والتجارة والسياسة، ويقوم، بشكلٍ أساسيٍّ، على القيم العلمية والعلمانية الحديثة. وقد قامت هذه المجتمعات “بقطيعةٍ جذريةٍ” مع “كل” قيم و تقاليد العصور الوسطى. وتعرًّف الحداثة عمومًا بأنها تحديث ما هو قديمٌ أو تجديده، أو الانتقال من حالة قديمةٍ إلى حالة جديدةٍ. وذهب البعض، في تعريف مفهوم الحداثة، إلى القول إنها تمردٌ على الواقع وتغييرٌ للموروث بكل أشكاله. ووفقًا للمفهوم الأوروبي للحداثة، فان كل  الثقافات  الأخرى  التي لم  تستطع  التخلي عن  قيمها  وتقاليدها  القديمة، والتي تخلت عنها  الثقافات الغربية الحديثة، هي ثقافاتٌ لم “تكتمل حداثاتها بعد” .

وهنا تبرز العديد من التساؤلات التي نود أن نناقشها معكم، في ديواننا القادم:
 

هل الحداثة حقيقةٌ تاريخيةٌ مرتبطةٌ بالعلم، يجب على جميع المجتمعات أن تعيشها، أم أنها مجرد أراءٍ فلسفيةٍ وأيديولوجيةٍ يتم نسبها إلى العلم؟

هل تعني الحداثة بالضرورة القطيعة مع الماضي، أم أنه بالإمكان تحقيقها، مع الحفاظ على الموروث الثقافي والحضاري؟

هل اعتماد الحداثة على العلوم التطبيقية، وإنكارها للتفسيرات الدينية للعالم والحياة، يجعلها بعيدةً عن الواقع الاجتماعي لبعض المجتمعات؟

هل دخلت المجتمعات العربية عصر الحداثة، أم أنها مازالت مثقلةً بالموروث التاريخي الذي يمنعها من التكيف مع المفاهيم الحديثة؟

كما هو الحال دائما أنتم لا تنتظرون، ولا نحن أيضاً، الخروج بنتائج علمية نهائية من مشاركات الصالون الثقافي وحواراته، بل نقاشاً مفتوح الأفق.

اللغة العربية هي لغة الديوان الأساسية. ومع ذلك، فالمساهمات كما هو الحال دائمًا ممكنة باللغتين الألمانية والإنجليزية وسوف تتم الترجمة من قبلنا حسب الامكانية.

صور من الأمسية:

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial