أيها القرّاء الاعزّاء
رشيد بوطيب من المغرب يفتتح هذا العدد بموضوع جسد الآخر- نحو ذاتية –بعد إسلامية. يقول ” إن “الإسلام” دين وثقافة وتاريخ. وإنه في كل ذلك مساهمة حضارية كبرى. ومن ينكر ذلك، سواء عن غلً أو أحكام مسبقة أو جهل، يؤسس لخطاب عنصري، يتنافى مع أبسط القيم الديمقراطية ومن يتكلم عن الإسلام بالمطلق لا يطلب غير فرض سلطته”. ويذكر إن القرآن يسمي الإنسان، أيا كان، خليفة. فكل إنسان منا يتحمل مسؤولية الحياة على هذه الأرض. لكن الذي عشناه في ظل الأورثدوكسيات الدينية المتحالفة مع الإستبداد، تزييفا كبيرا لهذا المفهوم ومن خلاله تزييفا لكل الدين. ..
من سوريا يكتب محمد باقي محمد عن الكتابة النسوية أن الحاكم أدرك مبكراً أهمية الديني في قيادة الشعوب كما أدركها الرجل الذكر لنرى أن تسييس الدين ليس ظاهرة حديثة، وأن الفقه كاجتهاد بشري في محاولة لتأويل النص تنطلق عادة من منطوق ذكوري ويُفسرّ لنا التحالف المقيت بين السلطان والفقيه غير مرّة ! يتخاطف الكتابة النسوية اتجاهان ، اتجاه يذهب إلى مُخاطبة الشريك الرجل ، لتشكو له المرأة – من خلاله – مدى الحيف الذي لحقها منه ، إنّها تشكوه ظلمه واستبداده ، وآخر يندرج في نشدان السعادة لأنّ الرجل إذ أنجز هيمنته على المرأة ضيع سؤال الحب ، أي أنّه ضيّع سؤال السعادة على الطرفين، ذلك أنّ العلاقة عندما تقوم على الامتثال لا التماثل قد تحقق كل شيء إلاّ السعادة !
فيحاء عبد الهادي من فلسطين/الأردن تتسائل من يكتب التاريخ ومن يصنع التاريخ؟ وتقول – الغالبية العظمى من السلطات الرسمية في العالم تسرد وتسجِّل تاريخها الرسمي من منطلق نظرتها لذلك التاريخ في فترة زمنية معينة كما أن هذه السردية لا تأبه للمحاولات الجادة العديدة لإعادة صياغة السردية التاريخية الأيديولوجية الاستعمارية صياغة جديدة دون انحياز مع أنها ضرورية للشعوب.
يكتب السيد حبيب حداد من سوريا عن المجتمعات العربية في مواجهة الأصولية والسلفية يقول: جذور هذا التيار المعرفية والفقهية تعود الى ابن حنبل ومن بعده الى ابن تيمية كمذهب موصوف بالتشدد والتزمت واغلاق باب الاجتهاد وصولا الى عصرنا الراهن حيث تتجلى استمراريته في الوهابية وابي الأعلى المودودي وسيد قطب ومعظم حركات الاسلام السياسي. يناقش حبيب مسالة الدين هل هو دين ودولة أم دين فحسب من الناحية التاريخية للصراع بين الأفكار التنويرية والسلفية.
حامد فضل الله من السودان/ألمانيا يعرض لنا كتابين صدرا مؤخراً.كتاب “نهاية الشرق الأوسط كما نعرفه نحن” للباحث الالماني “فولكر بيريتس” يدور حول أحداث العالم العربي بعد سنة 2011 والآخر كتاب “العالم العربي في القرن العشرين” للبروفيسور أودو شتاينباخ عرض لتطور التاريخ العالم العربي في العصر الحديث.
بمناسبة يوم التضامن العالمي مع السجين “أشرف فياض” الفلسطيني (يوم 14 يناير 2016) والذي كان محكوماً عليه بالإعدام في السعودية بتهمة الترويج لأفكار إلحادية قبل أن يحول حكم الإعدام إلى السجن مدة 8 سنوات و800 جلدة ننشر بعض أشعاره المترجمة من العربية إلى الالمانية من ديوانه “التعليمات.. بالداخل” (طبعة أولى 2007) وقد شاركت مؤسسة ابن رشد للفكر الحر بقراءة في برلين مع لتريتاج برلين وأخرى في كارلسروهه بمشاركة منظمة العفو الدولي Amnesty International ونادي القلم PEN (قسم أدباء في السجون) في متحف الفنون وتكنولوجية الاعلام.
نتمنى لكم قراءة ممتعة
د.عبير بشناق
رئيس التحرير