كلمة التحرير – العدد السابع عشر صيف 2015

English Deutsch

قرائنا الاعزاء
يقدم منبر ابن رشد في هذا العدد باقة جديدة من كاتبات وكتاب من عدة أقطار عربية.

يقدم الباحث الإسلامي د. محمد حبش موضوع “الأساطير المؤسسة لخطاب التطرف” ويقول: علينا ان “نتحول من فقه متشدد مشهور.إلى فقه متسامح مقبول” وأن “نفهم الإسلام في سياقه وأن حتى الآيات لها اسباب نزول فهي مرتبطة بأسبابها”.
ويؤكد: المتطرفون لا ينتمون للفقه الاسلامي بل لفترة قصيرة منه وجاءت في ظروف خاصة … قرابة 1200 سنة لم يكن الاسلام يطبق الحدود وكانوا مسلمين ولم يخرجهم احد من اسلامهم… موضوع يكثر في الحديث هذه الايام ويشارك في العديد من المفكرين والمثقفين.
يتناول أ.د. حسن كامل إبراهيم من كلية التربية – جامعة الملك سعود مسألة التفاعل الحضاري بين العالم الإسلامي وأهل الغرب لدي ابن رشد في نقده لجالينوس من خلال كتاب ابن رشد “الكليات في الطب”. يعدد الكاتب أسماء العلماء العرب والمسلمين الذين درسوا أعمال الإغريق الطبية ونقدوا بعضاً منها مثل إبقراط وجالينوس وبطليموس ومنهم المجوسي، ابن الهيثم والبغدادي. ثم يتناول ابن رشد بتفصيل أكبر في “الكليات” وذلك في دراسته ونقده لنظريات جالينوس في علاج الأمراض المتعددة.
موضوع الأستاذ على خليل حمد من فلسطين عن”ابن رشد فيلسوف التنوير” يأخذ منه القارئ لمحة سريعة عن فكر وفلسفة ابن رشد باعتباره منارة للفكر العقلاني الحديث. يقول ابن رشد: الهدف من الحوار التوصل إلى الحقيقة. اعتماد المنطق – البرهاني – وقواعده في الحوار. تفهم الآخر وعدم التنكر للاستفادة منه. الاعتراف بالحق في الخطأ والاختلاف. الاجتهاد في فهم آراء الآخر ضمن مرجعيتها الخاصة. التزام الأمانة العلمية. وينفرد ابن رشد من الفلاسفة والمفكرين الآخرين بآرائه وتوجهاته المنصفة للمرأة، وبدعوته إلى المساواة بين الجنسين، مخالفا بذلك أستاذه الجليل أرسطو.
في مداخلة نقدية للكاتبة السعودية ملاك طلال تعتب لتهجم العرب على الغرب وعلمائهم وتقول أن العلم في البداية هو نتاج بشري مشترك تراكمي كما أخذ المسلمين من سابقيهم أخذ الغرب ممن سبقهم. وتكتب بينما اهتم علماء الغرب بعلماء العرب  في البحث عن أعمالهم والأخذ بها وهم من عرّف العرب مجدداً بالكثير من علماء العرب القدماء بعد أن اندثرت آثارهم مثل ابن رشد وابن خلدون. كان موقفنا مخجلاً من قلة الاهتمام بعلمائنا المفكرين العرب والمسلمين بل حتى ملاحقتهم حتى ممن فازوا بجوائز نوبل العالمية. تذكر الكاتبة التأثير المدمر للجهل في بلادنا وتتذكر مقولة الكواكبي حين قال : بأن أقبح أنواع الإستبداد هو إستبداد الجهل على العلم واستبداد النفس على العقل.

يبدأ الكاتب محمد باقي محمد موضوع “منطق الأمبرطوريات” بتذكيرنا بكتاب تشومسكي الشهير “501 الغزو مستمر” الذي كان إصداره 501 سنة منذ اكتشاف الأوروبيين لامريكا الشمالية، فاستعمارها ثم بتشكيل الولايات المتحدة الامريكية واجتثاث الهنود الحمر باسلوب توراتي تحت خانة “نداء الارض الخالية”. يحلل الكاتب مسيرة سياسة الولايات المتحدة التاريخي وتوسعها لتصبح الدولة العظمى في العالم.

د. حبيب حداد يرى أن محنة العقلانية العربية منذ العصر الوسيط وخصوصاً بعد غياب المفكر ابن رشد لها علاقة مع الموقف من التراث وكيفية تعاملنا معه كي يكون حافزاً لا كابحا لتقدم المجتمعات، ولا يرى أن تخاذل المجتمع الدولى هو السبب الرئيسي في تعثر ثورات الربيع العربي.

د. رشيد بوطيب يقدم لنا قراءة نقدية في مراجعة كتاب الدولة المستحيلة: “الإسلام والسياسة  ومأزق الحداثة الأخلاقي” للكاتب وائل حلاق.

مراجعة أخرى للدكتور حامد فضل الله لكتاب “نبوة محمد – التاريخ والصناعة، مدخل لقراءة نقدية” للدكتور محمد محمود نرى من خلاله فصلاً مهماً من فصول أدب الحوار في الكتابة والمقالات عند الاختلاف في الرأي والمواقف.

وأخيرا وليس آخراً ننبه أن بمناسبة  جائزة ابن رشد هذا العام والتي تم تحديد موضوعها في ادب السجون سوف ننشر عدد خاص للمجلة تدور مواضيعه حول ادب السجون ويسعدنا أن نستقبل مواضيعكم في الأسابيع القادمة حول هذا الموضوع.
نتمنى لقرائنا الأعزاء قراءة ممتعة.

د. عبير بشناق
رئيس التحرير

19.07.2015

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial