المسلمون والعرب وأزمة الاندماج في المجتمع الألماني بقلم د. حامد فضل الله

أحاول في هذه الورقة تقديم خطوط عريضة لأزمة اندماج المسلمين والعرب في المجتمع الألماني، فالموضوع واسع ومتشعب والزمن المتاح لا يسمح بالتفاصيل، كما أن هناك محاور أخرى هامة سوف يتعرض لها المؤتمر.

لقد مرت فترة طويلة حتى اقتنع الشعب الألماني بأن بلادهم أصبحت بلداً للمهاجرين. وفي ثمانينيات القرن السابق بدأ النقاش حول مفهوم مجتمع التعدد الثقافي  Mutikulturelle Gesellschaft  والذي أثار خلافاً شديداً حول الأسس التي يقوم عليها المفهوم وقابليته للمجتمع الألماني مما أدى في النهاية إلى إهماله ليختصر فقط في النهاية في الشكل الفلكلوري Multikulti  مثل الأكل والملبس وأحياناً حتى إلى رفض هذا المفهوم بحجة أن ألمانيا ليست دولة مهاجرين كلاسيكية مثل أمريكا وكندا واستراليا. ثم جاءت بعد ذلك مفاهيم جديدة مثل:

Parallelgesellschaftkomplette Segregation SubkulturEthnische KolonienAlternativ ÖkonomieZwangsheiratArrangierte EheEhrenmordeالمجتمع الموازيالتفرقة الكاملة (اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً)الثقافة التحتيةالأحياء الآثنية ( الجيتو)الاقتصاد البديلالزواج القسريالزواج المرتبوالقتل لصيانة الشرف

ثم ظاهرة الاسلامفوبيا أي الخوف من الإسلام  والمسلمين

كل هذه المفاهيم سواء كانت اجتماعية أو ثقافية لها علاقة  مباشرة  مع  مشكلة الاندماج  والوجود الأجنبي  في بيئة متغيرة.  ثم جاءت الأحداث الإرهابية الدامية  في مدريد ولندن  واغتيال المخرج الهولندي ” تيو فان جوخ”  Theo van Gogh” لتحدث هزة عنيفة داخل المجتمعات الأوروبية كونها المرة الأولى التي تتعرض فيها أوروبا لمثل هذه الأحداث مما أدى إلى زيادة الممارسات العنصرية والمشاعر العدوانية تجاه العرب المسلمين في مختلف دول أوروباوكشفت الأحداث التي تمت من أفراد من الجيل الثاني و الثالث من المهاجرين الذين يعيشون منذ فترة طويلة بل أحياناً ولدوا في تلك المناطق التي يعيشون فيها بأن هناك خللاً وأخطاءً وقصوراً  فاضحاً في سياسة الاندماج التي تتبعها البلدان الأوروبية حيال المهاجرين

مما أدى إلى نقاشات واسعة في ألمانيا من خلال وسائل الإعلام والمفكرين والكتاب والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وبدأ التفكير بصورة جديدة لتفادي تفاقم الأزمة نتيجة لعدم الالتفاف سابقاً إلى مشاكل الاندماج الحقيقية.

يمكن رصد علاقة المسلمين بالمجتمعات الأوروبية بصورة مختصرة من خلال عدة مراحل:

مرحلة 1900 – 1972

بدأت هذه المرحلة مع توافد المهاجرين العرب والمسلمين منذ القرن التاسع عشر من خلال هجرة العمال من تركيا ومن المغرب العربي، أو الطلاب من أبناء غير الميسورين من المغرب والمشرق العربي. فمثلا التعليم في ألمانيا مجانا وإمكانية العمل متوفرة لسد متطلبات المعيشة وما يربو عليها. وهذه الفترة اتسمت بالهدوء، فالتعامل معهم كان على أساس أنهم عمال مؤقتون وطلاب علم يعودون بعدها إلى بلادهم.

مرحلة الجيل الثاني 1973 – 1988

بدأت في عقد السبعينيات مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في ألمانيا و إيقاف الحكومة الألمانية استقبال عمال جدد ولكنها فتحت المجال للم الشمل العائلي منذ 1973 والتي تمنح العمال المهاجرين الحق في إحضار عائلاتهم إلى ألمانيا، وأدى ذلك إلى ظهور الجيل الثاني من المهاجرين الذي نشأ في أوروبا وبدأ في التعبير عن نفسه بقوة خلال الثمانينيات في ضوء تعرف أفراده على الثقافة الأوروبية بما فيها من حرية ليطالبوا ويعملوا من أجل الدفاع عن حقوق المهاجرين وعن ثقافتهم وعاداتهم.

الفترة 1989 – 2004

فترة التوتر بما فيها من مواجهات سياسية وثقافية ودينية، كمثال فتوى الإمام الخميني بإهدار دم الكاتب سلمان رشدي بعد صدور روايته آيات شيطانية، وبروز قضية الحجاب تداعيات الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي والانتفاضة الفلسطينية وأحداث حروب الخليج والحرب على العراق 1991 – 2003. وأدت إفرازات الحرب اللبنانية الأهلية وحرب الخليج الأولى والثانية إلى نزوح عدد كبير من اللبنانيين و الفلسطينيين والعراقيين طلباً للأمن والعمل مما أدى إلى تزايد أعداد الجالية العربية بصورة واضحة. فلننظر إلى بعض الإحصائيات:

يعيش في القارة الأوروبية حوالي 23 مليون مسلم بما يشكل 5% من أجمال سكان القارة وبانضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي سوف يبلغ عدد مسلمي أوروبا إلى 90 مليون مما يوازي 15% من إجمال سكان القارة، 50% من مسلمي أوروبا حالياً ولدوا في المجتمعات الأوروبية.

عدد السكان العرب حالياً في ألمانيا 400 ألف تقريباً بدون الحاصلين على الجنسية عن طريق التجنيس أو الميلاد. 14% فقط من أبناء الأجانب يصلون إلى إكمال المرحلة الثانوية. 41% منهم بين سن 20 و 29 ليس لهم أي تأهيل مهني وأكثرهم من الجيل الثاني والثالث.

في الملحق الأسبوعي الذي يصدر مع صحيفة البرلمان الألماني تعرض عدد يناير 2006 لمناقشة قضية المجتمعات الموازية. في هذا العدد دراسة ميدانية مطولة من جامعتي جوتنجن Göttingen وبيلافيلد Bielefeld ، شارك فيها الباحث الأكاديمي فلهم هايتمر Wilhelm Heitmeyer المعروف بأبحاثه حول قضايا الهجرة والأجانب ومدير معهد الدراسات المتداخلة (دراسات التماس) التابع لجامعة بيلافيلد لدراسة النزاع والعنف، جاء عنوان الدراسة في صيغة سؤال، عزل المسلمين من خلال تعميم نقد الإسلام؟

Abschottung von Muslimen durch generalisierte Islamkritik?

وأود هنا أن أشير إلى نتيجتين من نتائج الدراسة الميدانية، تتعلق بالموقف أو وجهة النظر القائلة بما يسمى الاسلاموفوبيا أي الخوف من الإسلام ما فكانت الإجابات كالآتي:

1) هل أتى الإسلام بثقافة جديرة بالاحترام ؟

فكانت النتيجة بالرفض أي بالنفي

200520042003
49.7%44.0%36.6%

2) هل تتفق الثقافة الإسلامية بلا ريب مع عالمنا الغربي؟

وكانت النتائج بالنفي كالآتي:

200520042003
74.2%69.6%65.9%

تكشف نتيجة السؤالين عن جهل أو تجاهل الألمان أو عدم معرفتهم بالحضارة الإسلامية في عصرها الذهبي والذي أمتد تأثيرها إلى أوروبا بما حملته من أفكار فلسفية وعلوم إنسانية.

إن عنصر التنوير الذي بدأ من القرن الثامن عشر بالصراع الدامي مع سلطة الكنيسة وفلسفة الحداثة التي جاءت بمفاهيم وقيم جديدة للمجتمع الغربي مثل حقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة والحرية وحق المواطنة وبدأت أيضاً في بلادنا العربية بعد مرحلة الانحطاط حركة تنويرية في الفكر الإسلامي العربي في مطلع القرن التاسع عشر على أيدي مصلحين من رجال الدين مثل الطهطاوي محمد عبده وجمال الدين الأفغاني وعلي عبد الرازق وعبد الرحمن الكواكبي ومن الليبراليين مثل طه حسين، أحمد لطفي السيد قاسم أمين ومن العلمانيين مثل سلامه موسى تمثيلاً لا حصراً. ثم حدثت قطيعة لهذا التطور الهام في بلادنا نتيجة:

–       لدخول الاستعمار

–       النكسة بعد الهزيمة في حرب الأيام الستة 1967

–       سقوط الاتحاد السوفييتي

–       الأنظمة الاستبدادية الإسلامية والعربية التي تتحكم حتى الآن من رقاب أبناء وطننا، وبالرغم من كل ذلك فهناك نقاش جاد وعميق بين كل فصائل المجتمع من علمانيين وإسلاميين ويساريين وقوميين حول الحداثة والعلمنة والديمقراطية ونحن هنا في ألمانيا نتابع كل ما يدور في بلادنا ونشير من نقاشنا مع الألمان حول النفاق والمكيال بمكيالين عندما تصطدم مصالحهم مع القيم الإنسانية التي ينادون بكونيتها.

ونشير أيضاً إلى الكتب التي تصدر هنا باللغة الألمانية من كتاب إسلاميين وعرب أولئك الذين يستشهدون بالآيات القرآنية الكريمة أو الأحاديث النبوية الشريفة يفصلونها من سياقها أو يدمجون بعضها إلى بعض ( الترقيع) قصدأً ليبرهنوا بها على أفكارهم السابقة في أذهانهم أو جهلاً وهم ليسوا من أصحاب الاختصاص في العلوم الدينية أو فقه اللغة وبذلك يقدمون صورة خاطئة عن الإسلام مما ينعكس في تصور الألمان على ثقافتنا وحضارتنا.

ما العمل الآن؟

قلت في البداية أن أحداث مدريد ولندن وهولندا والآن العنف المدرسي في مدرسة Rütli في نيوكولن Neukölln والاعتداء الوحشي من قبل النازيين الجدد على الأثيوبي في بوتسدام، دفعت الألمان بكل اتجاهاتهم السياسية والفكرية إلى إعادة التفكير في السياسة المتبعة حتى الآن حول مشاكل الهجرة والاندماج وعلينا أن ننتهز هذه الفرصة لمواصلة الضغط للحصول على مكاسب لتحسين أوضاعنا الاجتماعية.

–       قضية تعليم اللغة الألمانية لا خلاف حول أهميتها وهي المشكلة الأساسية التي تعوق تقدم أبناء المهاجرين في المدرسة. إن تشجيع تعليم اللغة الألمانية عن طريق مشاريع تتكفل الدولة بتمويلها قبل الدخول إلى المدرسة هام جداً لتجاوز عائق التفاهم وخلق الثقة والتعامل الندي بين التلاميذ من جميع الجنسيات.

–       تحسين فرص حصول الأجانب على أماكن للتدريب والتعليم المهني ليتمكنوا من الدخول إلى سوق العمل.

–       التركيز على أن قضية الاندماج قضية اجتماعية في المقام الأول وليست قضية أمنية كما تحاول تصويرها بعض الأحزاب السياسية الألمانية.

–       لا خلاف من ناحية المبدأ حول استمارة الاختبار من أجل الحصول الجنسية الألمانية، فمطالبة صاحب الطلب بأن يكون على قدر من الإلمام بتاريخ وعادات وثقافة بلد المهجر لا غبار عليها على شريطة أن لا توجه بصورة عنصرية مثل اختبار ولاية بادن فورتمبيرج Baden Württemberg الموجه فقط للمسلمين أو أسئلة تعجيزية كما جاء في اختبار (100 سؤال) في ولاية هسن Hessen بجانب أنها كذلك تمس حرية الضمير وكرامة الإنسان التي يحميها الدستور الألماني القائلة: كرامة الإنسان لا تمس Die Würde des Menschen ist unantastbar (المادة الأولى الفقرة الأولى). أننا كعرب نحترم عموماً الدستور والقوانين الألمانية ونحترم القيم والمفاهيم الني أفرزتها الحداثة الأوروبية فهي قيم إنسية (إنسانية) مشتركة. البعض منا يقبلها بتفسير آخر وهناك من يرفضها وحتى يحاربها من منظور الخصوصية سواء كانت ثقافية أو فكرية أو عقائدية ولكننا جميعاً نود أن نعيش في هذا المجتمع بسلام وأن نشعر بأننا جزء منه، ونشارك فيه كقوة فاعلة مع التمسك بتراثنا وثقافتنا والتي هي مثل سائر ثقافات الاقليات إثراء لمجتمع الأغلبية ، فنحن نريد الاندماج Integration لا الانصهار (الذوبان) Assimilation في المجتمع الألماني مثل ما ينادي به بعض السياسيين الألمان.

–       الزواج القسري مرفوض قانونياً وأخلاقياً لأنه ضد حرية الفرد وضد حقوقه الإنسانية ولكن بعض الباحثين يخلطون بين الزواج القسري وترتيب الزواج وهو تقليد متبع في مجتمعاتنا العربية ويتم عادة بتوافق الأسرتين والزوجين. ما نعاني منه في الأساس هو قضية الزواج المبكر وخاصة للفتيات ، فالزواج المبكر يحرم الفتاة الشابة من مواصلة تعليمها واكتساب خبرة في الحياة، قبل أن تنخرط في الزواج وتبعاته.

إن فتح كلية للدراسات الإسلامية في جامعة منستر Münster وتعيين الأستاذ محمد كاليش (ألماني) Prof. Mohammad Sven Kalisch مديراً لها. وكذلك تكوين مؤسسة علمية للديانة الإسلامية  Stiftungsprofessur Islamische Religion  في جامعة فرانكفورت خطوة هامة في دعم الحوار بين الثقافات وبين الأديان. ومساواة الدين الإسلامي في المؤسسات الأكاديمية مثل الديانة المسيحية واليهودية، وتفتح المجال للطلاب العرب والمسلمين للالتحاق والحصول على شهادات عليا في مادة الدين الإسلامي مما يؤهلهم للتدريس والبحث الأكاديمي مستقبلاً. كذلك لابد من الاعتراف بالمؤسسات الإسلامية من مدارس ومساجد وتقديم المساعدات المالية والإعفاءات الضريبية مثل ما تقدم إلى الكنائس والمؤسسات المسيحية واليهودية، فالمساجد تقدم بجانب الدروس الدينية دورات (كورسات) لتعليم اللغة العربية والحاسوب (الكمبيوتر). وعلينا أن نطور مناهجنا التعليمية بدلآً من الطريقة التقليدية التي تمارسها بعض المساجد بأسلوب الحفظ والتلقين إلى أسلوب الشرح والتأويل.

إن القول بتزايد كبير لزوار المساجد بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 كما جاء في بعض التعليقات الصحفية الألمانية هو جزء من الحقيقة – فظاهرة العودة الواسعة للتدين الآن ليست مقصورة على الدين الإسلامي وليس لها علاقة بأحداث 11 سبتمبر – والمجال لا يسمح بمناقشة وأسباب هذه الظاهرة.

تأتي بعد ذلك قضية من يقوم بتمثيلنا في الحوار المقترح مع الجهات الرسمية – والتي نادت به المستشارة ميركيل – وهي قضية قديمة – هل يتم الحوار مع المؤسسات العربية والإسلامية المعترف بها كما تقترح المستشارة الألمانية ميركيل أم يقتصر الحوار فقط مع شخصيات إسلامية عربية كما يفضل وزير الداخلية شويبلا Schäuble. إن الدمج بين الاثنين هو الحل الأفضل والأمثل وعلينا أن نقدم لهم من الشخصيات التي لها معرفة واسعة بالتطورات السياسية والاجتماعية في المجتمع الألماني والقادرة على الحوار الموضوعي والإقناع.

هل نستطيع نحن العرب بمختلف منظماتنا الثقافية والإسلامية والاجتماعية وجاليتنا العربية التي لا تزال تتعثر وربما نحتاج إلى عملية قيصرية حتى ترى النور وكذلك الأكاديمية الإسلامية التي تكونت حديثاً وأشارك في عضويتها، أن نعمل متكاتفين لنلعب دورنا ونتحمل مسئوليتنا في مجتمع الأغلبية ليس من أجل جيلنا فنحن في طريقنا إلى دار العجزة وإنما من أجل أبنائنا وأحفادنا – أم نبقى كما نحن عليه الآن كما قالت الكاتبة اعتدال سلامة في إحدى تحليلاتها الصحفية:

الجالية العربية في ألمانيا كثيرة العدد قليلة التأثير.

في الختام أريد أن استشهد بكلمات لأربعة شخصيات، أقوم فقط بنقل الفقرات إلى اللغة العربية دون إضافة أو تعليق من جانبي تاركاَ ذلك إلى النقاشوالفقرات تعبر عما تناقشه اليوم من قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة والعدالة الاجتماعية.

يقول أودو دي فابيو Udo de Fabio القاضي بالمحكمة الدستورية الألمانية Bundesverfassungsgericht  في كتابه ثقافة الحرية Die Kultur der Freiheit ما يلي:

إن الثقافة المنفتحة للحرية سوف تدوم فقط عندما تتجاوز كبريائها وتكسب بدل ذلك وعيها الذاتي. أن تباكي الثقافة الرائدة السياسية على التعدد الثقافي ما هو في الواقع إلا احتقار وإهمال له، في داخل الدول الدستورية المنفتحة يجب علينا أن نتعلم كيفية التعامل مع الثقافات المختلفة وتحدياتها، ليس بمعنى أن نجد كل ما هو آخر أيضاً جيداً.

يجب علينا أن نتعلم ممارسة التسامح القويم الذي يضع الحدود الموضوعية والتمسك بمؤسساتنا وبين الآخرين وأخذ أنفسنا بجدية. من يحترم (يصون) نفسه يرى أيضاً وجهه في كينونة الآخر.

ويقول الباحث الأكاديمي ومدير المعهد الألماني لحقوق الإنسان في برلين Heiner Bielefeldt في مقالة عن المسلمين في دولة القانون العلمانية ما يلي:

لقد حان الوقت لوضع معلم . رغم كل المصاعب التي لا يمكن إنكارها والأسئلة العديدة التي تنتظر الإجابة – ليس هناك أي دليل بديل مبدئي لمنح المسلمين فرصة المشاركة في تشكيل هذا المجتمع على أساس المساواة في الحرية. إن الذي يرى خطراً في ذلك على نظام القانون العلماني لم يفهم بعد معنى علمانية دولة القانون.

يقول الطيب صالح الروائي السوداني في رائعته موسم الهجرة إلى الشمال – والرواية تتعرض للاستعمار، التقليد والحداثة، الوطن والغربة- على لسان بطل الرواية مصطفى سعيد وهو يخاطب سيدة إنجليزية:

ولكن إلى أن يرث المستضعفون الأرض، وتسرح الجيوش، ويرعى الحمل آمنا بجوار الذئب، ويلعب الصبي كرة الماء مع التمساح في النهر، إلى أن يأتي زمان السعادة والحب هذا، سأظل أنا أعبر عن نفسي بهذه الطريقة الملتوية.

في قصيدة قصيرة للشاعر الألماني هاينريش هاينه Heinrich Heine الذي تجدد الذكرى المائة والخمسين على وفاته يقول فيها:

الغني يزداد غنىً
والفقير يزداد فقراً
أما إذا كنت معدماً
أيها الصعلوك
أذن فلتدفن حياً
فحق الحياة
فقط للذين يملكون شيئا

ورقة قدمت إلى المؤتمر الشعبي العربي الرابع برلين 13/مايو /2006

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial