نص الخطاب الموجه إلى رئيس البرلمان الأوروبي بتوقيع مجموعة من الدبلوماسيين الألمان.

السيد المحترم جوزيف بورل فونتل Fontelles Borrel Josef رئيس البرلمان الأوروبي / بروآسل

آدبلوماسيين عملوا في الخدمة عشرات السنين في الشرق الأوسط وفي مجال السياسة الدولية والذين
يولون عناية فائقة لحفظ السلام والأمن الدولي والوطني، نتوجه إليكم السيد الرئيس وإلى أعضاء البرلمان
الأوروبي بقلق عميق فما يتعلق بتزايد النزاعات والوضع المُهدد للسلام والوضع الحالي لعلاقة الغرب
بالعالم الإسلامي.
منذ سنوات اتسم الغرب وسياسته الخارجية والأمنية بعدم التمكن من إيجاد استراتيجية على الظاهرة
المتزايدة للإسلاموية آمفهوم أعلى لحرآات إسلامية متعددة ومتباينة في البلدان الإسلامية – والتي أصبح
لها الآن حضوراً في أوروبا نفسها – استراتيجية تخدم لأمد طويل التعايش السلمي للشعوب من الشرق
والغرب. هناك الكثير الذي يشير بان صراع الحضارات الذي أثاره بروفسير جامعة هارفارد صاموئيل
هانتنغتون Hantington Samuel ربما يصبح حقيقة واقعة، ليس بمعنى أنه لا يمكن تجنبه وإنما
الأرجح بسبب السياسة الغربية في البلدان الإسلامية المتمثلة في التحكم في الثروات الطبيعية في تلك
المنطقة والسعي للسيطرة والتهجم على القيم العميقة والمتجذرة والمعايير الأخلاقية وليس أخيراً أيضاً
فقدان الشعور بالحضارة الإسلامية.
وآما أن الكثير من المسلمين يشعرون بتهديد الغرب لهم فهناك أيضاً (في الغرب) تتكون تحت تأثير
السياسة والإعلام في المقابل صورة العدو الإسلامي.
حسب تقدير الأمين العام للامم المتحدة آوفي أنان، إن السياسة المتبعة الآن لتصعيد العنف والعنف
المضاد، واستخدام الحرب آخيار أول والتدخلات الغربية في المناطق والدول الإسلامية لم تجعل العالم
أآثر سلاماً وإنما أقل استقراراً.
لا يوجد أدني شك من أن تكون هناك حماية للناس من الإرهاب ومحاربته بحزم. لكن استخدام السياسة
العسكرية المسيطرة من جانب واحد آما أظهر ذلك النزاع الإسرائيلي/ الفلسطيني، أفغانستان، العراق،
أسيا الوسطى والشيشان قد أثبتت فشلها وأدت إلى تزايد الإقبال على الشبكات الإرهابية.
لذلك تتطلب العقلانية السياسية مراجعة الإستراتيجية المتبعة حتى الآن بصورة نقدية وإعادة النظر فيها.
ألم يحن الوقت لإعادة التفكير في آيفية الوصول إلى السلام وفي التعايش السلمي بين الغرب والعالم
الإسلامي وإمكانية ضمانة لأجل طويل؟ الذي يقلقنا بشدة بأنه ليس هناك تصور لنهاية الحرب ضد
الإرهاب. إن الإعراض عن الدرس الهام لأوروبا من حربين عالميتين هو محاولة منذ 11 سبتمبر 2001

لإعادة الاعتبار للحرب آعامل من عوامل للسياسة الدولية. إن الحكومات الأوروبية احتاجت إلى شهور
قليلة لتضع البرامج والآليات والوسائل لمكافحة الإرهاب ولكن لا يوجد مشروع للسلام.
إن مسألة السلام تقتضي حسب رأينا أن تكون محور النقاش أيضاً في البرلمان الأوروبي.
إن ما يجب إيضاحه أولاً هو:
ما هي الطرق السلمية والسياسية – الدبلوماسية المتاحة للخروج من مأزق الحرب؟ وما هي البدائل
للتعامل المسيطر والخاطئ حيال الإسلاموية الموجودة حالياً؟
السيد الرئيس.
أنه يجب أن تكون هناك إمكانية للبرلمان الأوروبي لأن يجد مخرجاً ويسلكه حيال العلاقة بالعالم الإسلامي
يقود إلى التعايش السلمي (vivendi Modus . (إن الأهداف السياسية والسياسية – الاجتماعية
للمعارضة الإسلاموية معروفة عموماً. آما إن الأسباب الأساسية والمرآبة لعدم الرضي الاجتماعي
والتوترات غير خفية: التخلف في مغزاه الشامل، والعجز في الإصلاح والديمقراطية وآذلك المزاج العام
ضد الغرب الذي يتغذى من سلوك الغرب حيال العالم الإسلامي. في الدوائر السياسية في الاتحاد
الأوروبي يوجد وعي متزايد بهذه الأسباب وما يتعلق بها. آما يوجد في السياسة الخارجية للاتحاد
الأوروبي حرص بأن النزاع مع الإسلام والعالم الإسلامي يجب أن لا يتفاقم بل يجب أن يخف التوتر.
من هذا المنطلق يجب تخطي الوضع الدائم الداعي للحرب والتدخلات الخارجية وضرورة تسوية الأزمة
بأسرع فرصة ممكنة التي صاحبت وجود النزاع حول الإرهاب.
لذلك هنالك حاجة إلى مبادرات متعددة تدفع قضية السلام إلى الصدارة. ليكن التشاور حول آيفية عودة
أوروبا إلى السلام وما هي الطرق التي تؤدي إلى الخروج من مأزق الإرهاب وآذلك الوقاية من امتداده
وتصاعده الدولي.
أنه يجب على أوروبا أن توطن نفسها فترة طويلة ومستمرة على أن الحرآات السياسية في البلدان
الإسلامية تعبر عن مطالبها دينياً على أسس إسلامية لا علمانية.
أن أسلوب السيطرة الذي يعود إلى عهد الاستعمار جزء من تطور تاريخي وضُعت فيه الأسس لمأزق
الإرهاب الحالي. هذا التطور يحتاج إلى فترة طويلة لإزالته ولكن يجب أن تبدأ العملية الآن.
أننا نرى بأن هناك إمكانيات موضوعية يمكن توجيهها للحل السلمي للنزاع.
الهدف المباشر يجب أن يكون في تجاوز حالة الحرب والتحول إلى بناء الثقة. لذلك يجب العمل على
تطوير آليات براجماتية وسياسية – دبلوماسية في فترة قصيرة.
إن العمل الأولي والفوري وغير الحربي هو الإيضاح بشكل مدعم عن الخلافات الموضوعية التي يجب
إزالتها وما هي الأفكار السياسية – الدبلوماسية التي يمكن تطويرها؟ وفي إمكانية الفصل بين الإسلامويين
المتشددين والمعتدلين عموماً. وإذا آانت هناك إمكانية للمحادثات وبناء الثقة مع من؟ وآيف؟

الذي يمكن تحقيقه مباشرةً هو العرض الأوروبي “آبداية جديدة” في العلاقة مع العالم الإسلامي
والاعتراف بالأمن الشامل والمشترك واحترام القيم الحضارية لكل جانب وتطوير نواة لبناء علاقات
جديدة تعتمد على التعايش السلمي والتعاون.
أن خلق مثل هذه العلاقات والتي تعني خاصة بالقيم والمبادئ لها تجارب في أوروبا وآذلك مضمنة في
مواثيق معاهدة الأمن والتعاون الأوروبية. آما يجب على أوروبا أن تتخذ إجراءات مباشرة لتخفيف حدة
التوتر قبال الفضاء العربي وغرب وجنوب غرب أسيا وفي الشرق الأوسط الأسبقية تكون للحل العاجل
والسريع للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني وإنهاء احتلال العراق. إن الاقتراحات العربية لترتيب الوضع في
العراق يجب أن تجد المساندة الأوربية آما عرضها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى:
إنهاء الاحتلال، انسحاب القوات بجدول زمني، بناء العراق من جديد والتي (خططت وقررت من
العراقيين أنفسهم) وتقرير مستقبل العراق من العراقيين أنفسهم وليس من سواهم.
وأخيراً إننا نرى من الأهمية أن تحدد من جديد معالم السياسية الأوروبية المستقبلية حيال الفضاء
الإسلامي وما يحدث فيه من قضايا اجتماعية سياسية، وآذلك ينبغي أن يعيد الأوروبيون النظر فيما تم من
أخطاء حيال الفضاء الإسلامي وذلك بواسطة النقد الذاتي.
السيد الرئيس.
نحن نود أن نقترح لكم بأن يبحث البرلمان الأوروبي ما طرحناه من هموم وأسئلة ومقترحات وسنكون
شاآرين لكم إذا أعطيتم هذه الرسالة إلى نواب البرلمان الأوروبي للعلم. ونسمح لأنفسنا بان نرسل صورة
من هذا الخطاب إلى رؤساء اللجان المنبثقة من البرلمان.

مع عظيم الاحترام
د. أرنا سيفرت / عن الموقعين
Dr. Arne C. Seifert
ترجمة
د. حامد فضل االله
مقرر منظمة حقوق الإنسان في البلدان العربية “أومراس” ألمانيا
نوفمبر 2005
Dr. med. Hamid Fadlalla; Suarez-str. 22; 14057 Berlin
Tel. +49-30-3225850; Fax +49-30-30112137 E-mail: h-fad@gmx.de

أدناه بعض أسماء الذين وقعوا على الرسالة

Dr. Wolfgang Bator, Botschafter
Prof. Dr. Siegfried, Botschafter
Klaus-Dieter Ernst, Botschafter
Dr. Werner Fleck, Botschafter
Wolfgang Grabowski, Botschafter
Prof. Dr. Horst Grunert, Botschafter
Dr. Juergen Hellner, Botschafter
Norbert Jaeschke, Botschafter
Karl-Heinz Kern, Botschafter
Heinz Knobbe, Botschafter
Wolfgang Konschel, Botschafter
Roland Lindner, Botschafter
Günter Mauersberger, Botschafter
Peter Mende, Botschafter
Dr. Kurt Merkel, Botschafter
Dr. Bernhard Neugebauer, Botschafter
Otto Pfeiffer, Botschafter
Achim Reichard, Botschafter
Roland Linder, Botschafter
Dr. Hans-Georg Schleicher, Botschafter
Manfred Schmidt, Botschafter
Freimut Seidel, Botschafter
Dr. Arne C. Seifert, Botschafter
Dr. Hans Voss, Botschafter
Ronald Weidemann, Botschafter
Erich Wetzel, Botschafter
Dr. Heinz-Dieter Winter, Botschafter

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial