بيان صحفي: منح جائزة ابن رشد للفيلسوف محمد أركون

English Deutsch

في معهد جوته ببرلين تم منح

جائزة ابن رشد للفكر الحر لسنة 2003

للأستاذ محمد أركون

قُدّمت جائزة ابن رشد للفكر الحر لهذا العام للفيلسوف الجزائري محمد أركون لسعيه إلى طريق التعايش السلمي للثقافات والأديان وتقديراً لدوره الريادي في البحث عن جذور عربية أصيلة في المنطق والعقلانية والتنوير. ولرؤيته في تجديد العالم الإسلامي من خلال إعادة دراسة وتأويل تاريخ الأديان. لقد تم اختيار محمد أركون الأستاذ المتقاعد في جامعة السربون في باريس، من لجنة تحكيم مستقلة تتكون من خمسة من أبرز المثقفين العرب للحصول على جائزة هذا العام. أنظر إلى البيان الصحفي : https://ibn-rushd.net/wp/ar/2003/12/06

إن جائزة ابن رشد للفكر الحر قُدّمت للمرة الخامسة بتاريخ 6/12/2003 ً من مؤسسة ابن رشد للفكر الحر الغير حكومية والتي تهتدي بفكر ابن رشد والمكرّسة جهدها لتساند حرية التعبير والديمقراطية في العالم العربي.

تجمع عدد كبير من المثقفين العرب والألمان في ألمانيا في قاعة معهد جوته ببرلين. وكان التمثيل الأكاديمي والدبلوماسي ووسائل الإعلام مميزاً جداً .

في كلمة تحية لضيوف المؤسسة قال السيد فاروق عبّوشي : نحن نعيش ونود أن نتابع الخطى في الحداثة (وآخرين يعيشون فيما بعد الحداثة)، ولكن أحدَ قدميْنا تعرج قليلاً رجوعاً إلى الماضي، إلا أن الحكمة والمقدرة هو الاستمرار في المزج المتوازن بين هذين القطبين لتحقيق حاضرٍ افضل، وقد اخترنا في مؤسسة ابن رشد طريق الحرية والديمقراطية ودعمها في البلدان العربية لأننا نؤمن أنّ النظام الديمقراطي فيه مجال واسع لتقبّل الأفكار القومية والمعتقدات الدينية والتراث والاعتزاز بها، شريطة أن تتناغم مع حق المواطنة وحقوق الإنسان.

وقال الأستاذ شتيفان فِلدْ، الرئيس السابق لكلية الاستشراق في جامعة بون، في خطاب التكريم: لقد طبع محمد أركون عن طريق كتاباته العديدة وكناشر لمجلة موقرة عالمية (أرابيكا) وكأستاذ أكاديمي صبغته الخاصة على الدراسات الإسلامية في أوروبا. إن مانحي الجائزة يشيرون إلى أي مدى يكمن تأثير فكر محمد أركون مستقبلاً في أوروبا والعالم العربي الإسلامي. أما منهجه الأساسي بجانب نظرية المعرفة العلمية والذي يرتبط بها ارتباطاً وثيقاً فهو النقد. وهنا لا يتفادى محمد أركون أي نزاع أو خصام. فهو ينتقد مثلاً نهج الدراسات الإسلامية التقليدية لدى المستشرقين التي تعتمد على التفريق الجوهري الدائم بين الشرق والغرب كما وأنه ينتقد الكثير من مشاريع المفكرين العرب المسلمين التي عفا عنه الدهر والذين يعتقدون أن إعادة الصيغ القديمة كافية للتوصل إلى المعرفة العلمية.

أنظر الخطاب الكامل للأستاذ فِلدْ: كلمة التكريم القاها الأستاذ البروفسور شتيفان فِلدْ

2003/12/06/award-2003-laudatio

وقال الأستاذ أركون ضمن خطابه: الحداثة ظاهرةٌ فكريةٌ علميةٌ ثقافيةٌ سياسية حقوقيةٌ ظهرت بهذه المنطقة من الكرة الأرضية التي نسمّيها أوروبا ولم تظهر بمنطقة أخرى.

ابن رشد أذكركم من ناحية أخرى، عاش بالأندلس وكان من معاصريه ابن ميمون اليهودي الذي توفي في 1204 بينما توفي ابن رشد 1198 أي انهما كانا معاصرين. بعدهما سيأتي مفكر آخر من أوروبا اللاتينية توماس الإكويني الذي توفي 1274. هذه الأسماء الثلاثة تعاصروا وتواصلوا فكرياً. ابن ميمون كتب باللغة العربية وهو يهودي ويفكر في الأطر التي تكونت في القرون السابقة في الفلسفة من جهة وفي علم الكلام من جهة أخرى. وإننا اليوم نميّز بين الفلسفة وعلم الكلام وندرّس هذين العلمين في شعبتين مختلفتين.

الموقف النقدي يعتمد على معرفة تاريخية مدققة محكمة بالوسائل الفيلولوجية التي تعلّمناها كلنا من الفكر الألماني ومن الباحثين الألمان. والمنهاج الفيلولوجي بدأنا نسمع به في الفكر العربي في عهد ما أسميناه النهضة. طه حسين تعلّم المنهاج الفيلولوجي في السوربون وطبّقه على دراسة “الشعر الجاهلي” وشاهدنا ماذا وقع لهذا الكتاب لأن علماء الأزهر لم يسمعوا بهذا المنهاج في حياتهم قط. والمنهاج الفيلولوجي ظهر في إطار الحداثة، لم يظهر في إطار الفكر التاريخي وكتابة التاريخ في القرون الوسطى. هناك ظاهرة الحداثة والتي لا بد من الدخول فيها، لا بد من تبنّيها كإطار فكري، وليس مجرد تطبيقها دون تسائل ودون التعرّف على التاريخ والتقديم التاريخي النقدي لجميع التراث العربي. لذلك لا يمكنني أن اكتفي بكيفية الاستدلال الذي نجده في فصل المقال مثلا عند ابن رشد لأعالج اليوم قضايا الشريعة وأعالج اليوم نفس الموضوع الذي عالجه في العلاقات بين الحكمة والشريعة. وهذا يؤدينا إلى نقد العقل الإسلامي اليوم وهذا ما يربطني بتجربة ابن رشد. وكُتُبِ أبو حيّان تشهد شهادة قوية ملحّة على أن الفكر العربي بدأ يفتح فضاءً للفكر الذي يتبناه كل عقل بشري وهو ما نسمّيه “الأنسنة” أي Humanismus.

ولكن الطّامة الكُبرى أن الفكر العربي المعاصر منذ الخمسينات والستينات من القرن الماضي لم ينقطع فقط من الفكر العربي الكلاسيكي من القرن السابع إلى القرن الثالث عشر الميلادي، بل انقطع الفكر العربي المعاصر من التفكير الذي ورد في القرن التاسع عشر إلى بداية الحرب العالمية الثانية. تلك الفترة التي وصفها العلماء بالفترة اللبيرالية وهي فترة النهضة كما نسميها. انظروا الفرق بين المواقف الفكرية لمحمد عبده وتفتّح محمد عبده وفكره البرغماتي حتى فيما يخص الإفتاء في الشريعة ومواقف من نسميهم اليوم بالإسلاميين، يتشبث بهم ويخضع لهم ويسجد لهم ملاين من المسلمين. انتقل الفكر الليبرالي إلى فكرٍ شعبَويٍٍ كما أقول إسلاموي.

وكيف إذاً مشكلة المشاكل فيما يخص الفكر العربي خاصة فكر اليوم؟ وجب علينا أن نتسائل عن الظاهرة الدينية وهي مفهوم أنتروبولوجي لا بد من طرحه، لا بد من البحث حتى يُصبح هذا المفهوم هو المنطلق لنقول شيئاً يقبله العقل فيما يخص بدين الإسلام الذي هو دين من بين أديان أخرى متعايشة متواجدة لدينا.

الاصطدام ليس باصطدام الحضارات كما قال أحد القائلين الذي لا أسميه باسمه لأنه أصبح نبياً لكثيرٍ من الناس الذين يستشهدون به. هناك اصطدامات بين منظومات من الجهل المؤسس.

أنظر خطاب أركون الكامل.

هذا وقد تم إقامة ندوة ثقافية مساء 6/12 مع الأستاذ أركون حضرها عدد كبير من العرب في برلين تم فيها النقاش حول أمور الساعة الفكرية والفلسفية.

للمزيد عن فلسفة أركون (بالإنجليزية) :

Info on the philosophy of Muhammad Arkouns

سيرة حياة وأعمال أركون :

سيرة حياة أعضاء لجنة التحكيم:

نقاش في الجزيرة نت حول كتب البروفيسور محمد أركون:

اللامفكر فيه في الفكر الإسلامي

الإسلام والأنسنة.. معارك من أجل الأنسنة في السياق الإسلامي

الإسلام، أوروبا، الغرب.. رهان ات المعنى وإرادات الهيمنة

جولة في فكر محمد أركون: إدريس ولد القابلة

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial