كلمة المؤسسة الترحيبية في احفالية منح جائزة ابن رشد للفكر الحر 2002 للأستاذ د. عزمي بشارة يلقيها د. حامد فضل الله

Deutsch

سيداتي وسادتي الضيوف الكرام
الأصدقاء الأعزّاء
السلام عليكم،
باسم مؤسسة ابن رشد للفكر الحر أُحييكم وأشكر حضوركم الكريم بعد شهر رمضان المبارك وعيد الفطر السعيد فكل عام وأنتم بخير. تحية لضيوفنا الذين جاءوا ليشاركونا تكريم فائز هذا العام، فأهلاً وسهلاً بكم جميعاً. أود أن أُرحب بضيفنا العزيز لهذا اليوم الأستاذ الدكتور عزمي بشارة العضو الفلسطيني العربي في البرلمان الإسرائيلي “الكنيست”.

عزيزنا الدكتور عزمي بشارة: لك مني ومن هذا الجمع الكريم التحية، والشكر والتقدير لحضورك في هذا الوقت بالرغم من التزاماتك الكثيرة والمهمة وسط المعركة الانتخابية في إسرائيل. وتحية أيضاً لضيفنا البروفيسور ألكسندر فلورِس ِ Alexander Flores  الذي جاء من جامعة بريمِن (Hochschule – Bremen) لتكريم د. بشارة. أهلاً وسهلاً بكما في برلين.

عشرة من خيرة المناضلين البرلمانين العرب قد تمّ اقتراحهم لجائزة ابن رشد للفكر الحر لهذا العام من خمس بلاد عربية وفلسطينيي  48 . فيكفي أن نقول أن أربعة منهم على الأقل يقبعون في السجون العربية والإسرائيلية وخامسهم أطلقت على ساقه النار أثناء مظاهرة احتجاج، فقط لأن لديهم الشجاعة للقول والعمل من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. إن هؤلاء يمثلون جوهر الصحوة العربية للتغيير فوجب علينا تقديم الاحترام لهم جميعاً.

إنّ الأنظمة السياسية المنغلقة على نفسها والتي تُحصّن نفسها ضد النقد ليست قابلة للتقدم، لأنها تخنق كل استقلال فكري وكلّ إبداع وتُبرمج موتها البطيء نتيجة جمودها. وقد اخترنا طريق الحرية والديمقراطية ودعمها في البلدان العربية لأننا نؤمن أنّ النظام الديمقراطي فيه مجال واسع لتقبّل الأفكار القومية والمعتقدات الدينية والتراث والاعتزاز بها، شريطة أن تتناغم مع حق المواطنة وحقوق الإنسان.

إنّ ما يطالب به الجمهور العربي لا يختلف أبداً عما طالبت به كل شعوب العالم وهو الحصول على الحرية والاستقلال واحترام المواطن وحقوق الإنسان والأقليّات. إن هذه الحقوق التي ننعم بها في المجتمعات الأوروبية لا تُهدى، ومن السهل علينا هنا المطالبة بتطبيقها في البلدان العربية، بينما الأمر الأصعب هو السعي من أجل تحقيقها بالداخل. لذلك يكون تقديرنا واحترامنا عالياً لكفاح أولئك الذين يعملون هناك من أجل الحرية والديمقراطية.

نحن فخورون وسعيدون أن نقدّم اليوم جائزة “ابن رشد للفكر الحر”  للدكتور عزمي بشارة وذلك لكفاحه من أجل الديمقراطية والتعددية السياسية في المجتمع الفلسطيني والعربي.وتم الاختيار من قِبَل لجنة خماسية مستقلة تماماً عن المؤسسة والمؤلفة من الأساتذة:
الباحث السياسي والقانوني، الدكتور عبد الحسين شعبان رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان / بريطانيا
الأستاذ محمد فائق الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان / القاهرة
الدكتور خليل شقاقي الباحث السياسي والأستاذ الجامعي للعلوم السياسية في جامعة بير زيت
الأستاذة الشاعرة والكاتبة زليخة أبو ريشة / عمان
الأستاذة سهام برغوثي رئيسة اتحاد العمل النسائي/ رام الله

إنّ قيمة هذه الجائزة هي معنوية بالدرجة الأولى ومعبرة عن إرادة تقول: أنّ هناك فائدة من العمل المشترك ولو بخطوات وئيدة، لكي نرى صورة العلم والمعرفة والثقافة والانفتاح نحو الفكر سائدة وليس صورة الاستبداد والتهميش، نريد أن نرى الإنسان العربي في بؤرة الاهتمام السياسي والاجتماعي وليس الحاكم.

قررنا هنا في المؤسسة أن نكون كاملي الاستقلال في تمويلنا وأفكارنا، وهذا أمر شديد الصعوبة. ولكي نحافظ على هذه الاستقلالية، نحن بحاجة إلى مؤازرة المثقفين العرب وأصدقائهم الذين يودّون المساهمة في هذا العمل النبيل.

بتكثيف المؤازرة  وبالجهود المشتركة نستطيع أن نكرم عدداً أكبر من المبدعين والمناضلين من أجل تحرير المجتمع والإنسان في العالم العربي، في مثل هذا الوقت من كلّ عام حول ذكرى يوم وفاة الفيلسوف ابن رشد.

الأخ المُكرّم عزمي بشارة: نتمنى لك موفور الصحة والعافية لتواصل نضالك والتزامك الوطني والقومي الأصيل بما فيه من عمقٍ معرفي مميز وسعة أفق في النظر إلى القضية الفلسطينية في تشابكها بقضايا الأمة العربية.

ونحن في الغربة نتمنى أن نرى قريباً الشعب الفلسطيني البطل وقد توِّج نضاله بحصوله على كامل حقوقه الطبيعية  المشروعة  وتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية المستقلّة عليها.

برلين 14/12/2002

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial