بيان صحفي صادر عن مؤسسة ابن رشد للفكر الحر: المؤسسة تمنح البرلماني العربي الفلسطيني عزمي بشارة جائزة ابن رشد للفكر الحر 2002

يوم السبت الماضي 14/12/2002 تم منح البرلماني العربي في الكنيست الدكتور عزمي بشارة جائزة ابن رشد للفكر الحر وذلك تقديراً لكفاحه السياسي  ولإسهامه في تشجيع حرية الرأي والديموقراطية في العالم العربي.

غصّت قاعة الاحتفالات Werkstatt der Kulturen بالضيوف العرب والألمان المدعوين حيث حضر ممثلون عن المؤسسات العربية والعربية الألمانية وممثلون عن كل من السفارة الأردنية واللبنانية والفلسطينية. كذلك حضر ضيوف ألمان ممثلون عن البرلمان الألماني ووزارة الخارجية وعن بلدية برلين والمؤسسات الأكاديمية.
في كلمة الترحيب التي قُرأت بالألمانية والعربية قال نبيل بشناق رئيس مؤسسة ابن رشد ” عشرة من خيرة المناضلين البرلمانين العرب من خمس بلاد عربية وفلسطينيي  48  قد تمّ اقتراحهم لجائزة ابن رشد للفكر الحر لهذا العام. فيكفي أن نقول أن أربعة منهم على الأقل يقبعون في السجون العربية والإسرائيلية وخامسهم أطلقت على ساقه النار أثناء مظاهرة احتجاج، فقط لأن لديهم الشجاعة للقول والعمل من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان. إن هؤلاء يمثلون جوهر الصحوة العربية للتغيير فوجب علينا تقديم الاحترام لهم جميعاً”.

وفي كلمة الترحيب للبروفيسور Alexander Flores  الباحث الإسلامي والمؤرخ للشرق الأوسط من جامعة بريمن، ركّز على مطالبة بشارة الرئيسية “بأن على إسرائيل أن تكون دولة لجميع مواطنيها” وقال ” لقد استطاع عزمي بشارة تعميق العلاقات وتقويتها بين الفلسطينيين والعالم العربي . ولقد أكد وشدد دائماً على أَن القضية الفلسطينية يجب أَن تُحلل بعقلانية وذلك من جهة عرضها للخارج ومن جهة وضع استراتيجية واضحة للنضال نفسه. إن المهام التي تواجه المجتمع الفلسطيني صعبةٌ جداً وبالعنف وحده سيكون من الصعب حل هذه المهام ومعالجتها. ولهذا فإن الأَساليب التي يعتمدها عزمي بشارة مهمة جداً ويجب أَن تكون مدرسة للآخرين”. وأنهي كلمته بقوله  ” إن جائزة ابن رشد للفكر الحر  ليست فقط اعترافاً لمساهماته بل أيضا تشجيعاً له ولكل الذين يسيرون على طريقه الصعب الذي لا بديل عنه”.

وشرح عزمي بشارة في محاضرته بعنوان “نوعان من المواطنة” عن الارتباط بين الديمقراطية والمواطنة وعن تطور اصطلاح المواطنة وأظهر المشكلات التي تطرأ في المجتمع نتيجة استنباط حقوق المواطنة من خصائص بعض المجموعات الإثنية والعرقية والدين مثلاً، بينما في الديمقراطية الليبرالية الحديثة يتم استنباط حقوق الجماعات من حقوق المواطن التي يجب أن تكون هي الأصل.

كانت معظم الأسئلة في المؤتمر الصحفي تدور حول الوضع الراهن في إسرائيل وفلسطين. ورداً على سؤال حول الانتفاضة وأثرها ورأيه في العمليات الاستشهادية، ذكر د. بشارة أن الانتفاضة أدّت بدون شك إلى إضعاف الجبهة الداخلية وتراجع الاقتصاد بشكل حاد في إسرائيل. إلاّ أن العمليات الاستشهادية تنم عن شدة اليأس وفقدان الاستراتيجية الفلسطينية الواضحة. وأضاف : عندما تكون العمليات موجهة إلى المدنيين فإنها تجعل الجبهة الداخلية للجهة الأخري تتوحد وتزيد من قدرة احتمالها على الخسارة وضربَ مثلاً بأحداث أمريكا في الحادي عشر من سبتمبر 2001. أما مهاجمة أهداف عسكرية والمستوطنات فيُعتبر هجوماً على سياسة الدولة ، فيضعف ويفكك الجبهة الداخلية كما حصل في فيتنام.

وأكد بشارة تحت التصفيق الحاد “أن الدولة الفلسطينية هي حقيقة واقعية” ويتبقى تحديد وقت الاستقلال وحدود الدولة. وقال: إنّ التخلص من الاحتلال والحصول على الاستقلال لن يحصل بالمفاوضات فقط بل بالمقاومة أيضاً، وأن أي حل سياسي سيكون ناقصاً إن لم يحتوِ على حق العودة المشروع الذي هو أصل المشكلة.
وكان بشارة قد ختم محاضرته العلمية التحليلية عن المواطنة بقوله:
أنتم تعلمون أنني انتمي إلى الشعب العربي الفلسطيني المحروم من المواطنة لأنه يرزح تحت الاحتلال ويحرم من حق تقرير المصير ومن السيادة ولا يمكن الحديث عن مواطنة في ظل الاحتلال ودون سيادة كاملة، لقد أسلفنا أن المواطنة هي الوجه الآخر للسيادة . كما أنني مواطن في دولة تعتبر الانتماء الديني أو القومي أساس علاقة الفرد بالدولة، إنني، ابن سكان البلاد الأصليين، مواطن في دولة ليست لمواطنيها.

لمزيد من المعلومات أنظر

برلين : 18/12/2002

Social media & sharing icons powered by UltimatelySocial